كريم ايها الشاعر الجميل..حين وصلتني رائعتك( موال الغربه) دخلت
المطبخ, وضعت شايا( ابوالهيل) وجلست مع استكانه الشاي وامامي بلقيس,
وشعرها الطويل الذي كان يغطي الماذن والقباب واشجار النخل في حي
السفينه بالاعظميه.
ثم بحثت عن( سمك مسقوف) لدي البقالين الانجليز, ولكنهم قالوا انهم لا
يعرفونه, رغم انهم استعمروا العراق عشرات السنين.
ثم ركضت ورائ ايامي في نادي العلويه, ونادي المنصور, والجسر المعلق,
ومقامات النجف, وعبق البهارات في الشورجه, واعراس العصافير والقصب في
الاهوار, وربيع الموصل, واسد بابل, ورائحه الجبن الاشوري في اربيل..هذه
ليست قصيدتك يا كريم, انها قصيدتنا جميعا, نحن المنفيين في فضاء
العالم, وليس معنا سوي حقيبه ملاي بالياسمين الدمشقي, والرازقي العراقي,
وصورنا( التي كانت تتوسط البيت), ونسخ قديمه من( طفوله نهد) و(الرسم
بالكلمات) و(قالت لي السمراء) ونسخه من قصيدتي( افاده في محكمه الشعر)
التي القيتها في بغداد عام.1969
وحين سيغني كاظم:
وجعي يمتد كسرب حمام من بغداد الي الصين..
يكون قد اكمل سمفونيه الحزن, واعطانا مفاتيح بيوتنا التي ضاعت هنا منذ
سقوط غرناطه..ابق مزروعا يا كريم علي شفتي ««كاظم الساهر..»»
واكتب لنا دائما احاسيسنا, واحلامنا, باسلوبك الطفولي الجميل..
نزار قباني